Sunday, December 17, 2006

مساكين

مساكين


مساكين هم سكان الفضائيات. أستغرب جديتهم التافهة وإخلاصهم المبتذل "للفن" كما يسمونه..

في المناسبات النادرة جدا (في ندرة كسوف الشمس) .. عندما أقضي دقائق سريعة في مشاهدة البرامج الجديدة مثل برامج الأغاني والمغنين والسوبر ستار وغيرها من الأوبئة التي لم يتمكن العصر الحديث من إيجاد مضادات حيوية لعلاجها.. في هذه المرات النادرة ألاحظ أنهم – المساكين – يسألون أسئلة في قمة التفاهة والسطحية وبتعابير وجه جادة جدا.. تشابه في بعض الأحيان تعابير وجوه كبار مذيعي قناة الجزيرة عند مقابلتهم لأحد كبار الساسة الأمريكيين أو الأوروبيين المشكّلين للسياسة الدولية.

إن سكان الفضائيات يتوهمون (ولا أستطيع أن أقول أنهم في هذا مخطئين) أن مياه المجاري التي ينشرونها كل ليلة لها - في الحقيقة - عبير الزهور .. وأن إسهامهم في الوصول إلى مستويات متدنية لم يسبق لها مثيل في التاريخ العربي الحديث هي في الحقيقة رسالة نبيلة تساهم في بناء وتشكيل الفكر العربي المعاصر.

ولنكن واقعيين.. لا نملك الحق في انتقادهم لأوهامهم هذه. فكل المؤشرات تدل على أن جمهورهم يفوق في عدده وحماسه جمهور قنوات الجزيرة والعربية والمجد والمنار والشارقة والسي أن أن مجتمعة. فمن يريد أن ينظر إلى صور جثث مقطعة في شوارع بغداد أو كابول؟ أو إلى جثمان طفل فلسطيني وهو يوارى الثرى؟ أو صورة مهربة لسجناء المعتقلات في خليج غوانتانامو؟ .. ويترك صورة (الفنانة فلانة) وهي تتلوى كالأفعوان السام.. أو الفنانة فلانة وهي تنافس جانيت جاكسون في المساحات العارية من جسدها.. أو الفنان فلان وهو "يسبّل" عينيه لفتيات العرب اللاتي لا يعلمن أن حال عينيه لا يعود لمدى حبه لهن شخصيا بل لكمية المسكرات التي تعاطاها قبل الفيديو كليب.

الفيديو كليب... حتى اسمه أصبح "شتيمة" لا يملك المرء أن يمنع نفسه من التكشير وهو يتلفظها. (هي نفس التكشيرة التي تعتري وجه أي شخص قد أكل قطعة لحم نتنة.) وأتساءل: هل يوجد شخص واحد بينهم لديه القدرة على التفكير المستقل أو حتى التفكير (بدون كلمة مستقل)؟

وصلتني "نكتة" من النكات المعتادة عن الشقراوات وغبائهن. يقولون أن شقراء هرعت لقسم الطوارئ في أحد المستشفيات وقد فقدت إصبعها نتيجة طلق ناري.. وأثناء تضميد جراحها سألها الطبيب عن سبب الإصابة.. فأجابت: "لقد مللت من الحياة. وأردت أن أنهي حياتي. أمسكت بمسدس وصوبته نحو وجهي.. فتذكرت أنني أنفقت 3000 دولار في آخر عملية تجميل لي. ثم صوبت المسدس نحو صدري.. فتذكرت أنني أنفقت 5000 دولار في آخر عملية تكبير لي. فلم أجد إلا أذني.. فصوبت المسدس نحو أذني.. ولأنني إنسانة حساسة ولا أحب الأصوات المزعجة، سددت أذني الأخرى بإصبعي وأطلقت الرصاصة..

تذكرني هذه الشقراء الخالية الذهن تماما بكل شخص يعمل في البرامج التافهة والفيديو كليبات "المائعة"... قد يقول البعض أن هذا الاتهام بالتفاهة لا يشمل جميع من يعمل في هذا القطاع وأن بعضهم يعي تماما ما يفعله ولديه خططه واستراتيجيته وأهدافه.. وهنا أعترف بأنني أفضل أن أبقى ساذجة في ظنّي أنهم مجرد حفنة تافهة من البشر، لأن البديل لذلك (الفئة الثانية) فكرة لا يمكن لعقلي الصغير الساذج احتمالها. فهل يعقل أن يوجد بشر يقوم بهذا كله مع سابق الإصرار والترصد؟

ØߊĮĐĮÅŊ

1 comment:

Unknown said...

رائعه..

Followers