Friday, March 09, 2012

كيف أقيّم كتاباتي

أرسلت لي صديقتي الكاتبة فاطمة الناهض هذا الرابط لمقال قصيرللمؤلفة آيمي سبينسر. وقد حصلت على إذن من صاحبة المقال لأترجمه للغة العربية. أتمنى أن يعجبكم - مع الاعتذار على التقصير:

الرابط للمقال الأصلي بالانجليزية:  How I know I'm Writing Right



لقد تعلمت دروسا قيمة من تجربة تأليفي لكتابي الأول. أهمها أنني أستطيع بسرعة أن أقيّم جودة ما كتبته.


فأثناء تأليفي لكتابي الجديد 
 Bright Side Up: 100 Ways to Be Happier Right Now ,


  كنت أقضي عشرة دقائق أقرع مفاتيح الطباعة قبل أن أدرك أن ما كتبته ما كان إلا نصا طويلا ومملا وغير سلس. ثم أهرب نحو اشياء أخرى كتحديث صفحتي في الفايسبوك، أو تقليم أظافري التي أقضمها طوال الوقت.  في تلك الأسابيع الأولى كنت مهووسة بكتابة ذاك الكتاب المثالي، ولذلك فالنصوص التي أكتبها تبدو كقوالب جامدة تثقلها كل الضغوط التي حمّلتها اياها. كل يوم يمر كنت أشك في نفسي وفي رغبتي المجنونة أن أكتب 100 فصل حول موضوع الحياة السعيدة.


ومع اقتراب نهاية المهلة، بدأ النصاب اليومي يتكدس، فلم يعد كافيا أن أكتب فصلا، بل كان عليّ أن أنهي فصلين او حتى ثلاثة - بل في إحدى المرات كان من المفروض أن أكتب سبعة فصول في يوم واحد. ومع ذلك، حدث شيء غريب في خلال تلك الأيام الحافلة بالكتابة. (بالطبع هذا بالإضافة إلى أنني اكتسبت عشر أرطال جراء مكافأة نفسي بالبيتزا كلما أنهيت نصابي اليومي.) المهم أنني لاحظت تحسن في كتابتي.


 من أسباب هذا التحسن، أنني كنت لا أصغ للناقد الذي بداخلي، بل أكتب ما يجول بخاطري دون مراجعة نفسي. وبدلا من أن تكون قوالب جامدة من الخراسانة أصبحت صخور نهرية صغيرة ذات حواف ملساء . وهو ما أسميه الكتابة الجيدة. ومنذ ذاك اليوم، إذا لم أنجح في كتابة نص جيد في خلال 10 دقائق، أبدأ بالتفكير من زاوية مختلفة ، أن أجرب مجازيات جديدة، أو أن أبدأ قصة مختلفة.


قبل أن يفهمني القارئ خطأ، أود أن أوضح أنني أتحدث عن المسودة هنا. فبعد ذلك أنا بالطبع حريصة على مراجعة كتاباتي مرات عديدة وإعادة صياغتها مرارا إلى أن أشعر أنها أصبحت جيدة في نظري. أما تلك المسودة الأولى فإنني أفضل أن تنساب الكلمات بسلاسة كصخور النهر الملساء فتلك هي الكلمات الصادقة التي تعبر عنا بحق.


ولا أقصد أن نكتب ما نعرفه، بل أن نكتب ما نشعر به، فمشاعرنا الداخلية هي أصدق ما فينا عندما نعبر عنها. فعندما أكتب باسلوب أحاول به أن أبدو ذكية أو أتباهى أمام من حولي، هنا فقط أتعثر ، وهو الوقت الذي أستوقف فيه نفسي وأسألها: لماذا أواجه صعوبة؟ أين الحقيقة في كتاباتي؟


وهكذا، عندما أكتب في موقعي الالكتروني أو أرسل تلك الرسائل الإيجابية الأسبوعية للمشتركين، وأجد صعوبة في التعبير عن فكرتي بشكل جميل في خلال عشرة دقائق، أدرك فورا أنني لم أكن صادقة مع نفسي، مما يعني أن ما كتبته لا يعبر عن جودة كتاباتي، ولا عجب إذن.


عندما نبحث عن الشهرة أو الظهور بمظهر العباقرة أو الفوز بجوائز أو تأليف كتب ذات مبيعات عالية فإننا في الحقيقة نحيد عن الدرب الذي سيأخذنا إلى هدفنا لأننا نخدع أنفسنا ولا نعكسها بالصورة الصحيحة. وبدلا من أن نتكلّف في الكتابة، فلنكتب فحسب. فلنكتب في تلك الدقائق العشر بأسلوب يمثلنا حقا، وسواء أعجب ذلك الناقد الداخلي أو لم يعجبه. ففي تلك اللحظة فقط سنعطي لأنفسنا الفرصة أن نقدم أفضل ما لدينا. وبالمناسبة في تلك اللحظة سنطلب البيتزا كمكافأة على إنجازنا.. 

1 comment:

Unknown said...

اصابت الحقيقه بكلامها.. واستحقيتي الشكر بترجمتك
شكرا لكِ

Followers