واللي ما يطول العنب

واللي ما يطول العنب

يتميز كل مجتمع بشري بملامح خاصة تجعله مختلفا عن غيره.. وهو ربما ما يسهل على البعض إلصاق أوصاف معينة أو خواص محددة على بعض المجتمعات - بما يسمى اليوم "النمطية" .. فهناك المجتمعات الـ "فري خالص".. وهناك المجتمعات المنغلقة.. وهناك المجتمعات الغبية والهبلة.. وهناك المجتمعات الذكية جدا وخاصة في البزنس.. وهناك المجتمعات الداهية الماكرة.. وهناك المجتمعات المادية جدا.. وغيرها الكثير الكثير..ثم هناك المجتمع الذي يعيش حياته في غيرة وحقد كبير على من حوله.. وبالأخص الغيرة والحقد على من أنجز شيئا أو نجح في شيء.. فما أن يبرز شخص بعمله.. أو ينجح في مشروع له.. أو يتميز بصفة تلفت الأنظار، حتى يقوم المجتمع المحيط به بإخراج السكين وتقطيع هذا الشخص "نتفه نتفه" .. إلى أن يصل إلى العظم.. ثم يقوم بإخراج مطرقته.. ويعمل على تهشيم العظم.. حتى يتحول هذا الإنسان الذي كسر القيود وصنع من نفسه شيئا مميزا.. يتحول (في نظر الكاره الحاقد) إلى فاشل، وصولي، غبي، مغرور إلخ من الصفات التي غالبا ما تكون إسقاطا من نفس الحاقد نفسه.. وليست بالضرورة صفات موجودة في الشخص الذي تجرأ أن ينجح في هذا المجتمع الحاقد.إنه مجتمع يحفر تحت كل من حوله.. يبث السوس والنمل الأبيض في كل منصة قد ترفع أحد إلى مستوى يعلو ولو سنتميترا واحدا عن البقية.. وعندما يرى أحدهم حبلا متدليا ويتعلق به ليرتفع قليلا.. نجد كل من حوله تقريبا يتشبث به بقبضة الموت محاولا أن يسحبه إلى الأسفل.. بل وقد يحاول البعض منهم قطع هذا الحبل، حتى يتفرج على المتعلق وهو يسقط إلى الأرض.مثال على هذا.. مسلسل الفريج.. وكل من يتمنى له الفشل ويبحث بكل قوته عن عيوب وخلل في السيناريو أو الشخصيات أو الكلمات أو الصور.. شغله الشاغل تكسير من حوله.. وينسى أن ينشغل بتطوير نفسه.. فالحقد الذي في قلبه قد أعماه حتى عن نفسه للأسف. وهذا العمى أمر مهم.. فهو أيضا مفيد لغض الطرف عن عيوب الحاقد نفسه.