Friday, November 30, 2007

منذ الأمس وأنا أفكر في المناظر التي أراها في كل مكان..
حيثما قلبت نظري أجد الألوان المألوفة.. الأخضر والأحمر والأسود..
أجدها كأعلام معلقة من شرفات المنازل والبنايات..
أجدها كأعلام صغيرة مربوطة في جوانب السيارات.. وأخرى من نوافذها أيضا.. (وحتى سيارات الأجرة كانت تحملها وتتباهى بها).
.أجدها في أشرطة تطير من كل مكان..
أجدها في دبابيس يعلقها كل كبير وصغير على صدره.. كنياشين الجنرالات..
ووجدتها أيضا في عبايات وشيل الفتيات..
وأنا؟ ....... أنا لم أشاطرهم هذا الاحتفال الكبير.. واكتفيت بقبول دبوس أهدتني اياها صديقة في المكتب عندما رأتني مجردة تماما من مظاهر الاحتفال.
وهنا تساءلت.. هل أنا غير فرحة بالعيد الوطني السادس والثلاثين من تاريخ هذه الدولة الفتية؟ هل ارتكبت جرما بعدم الاهتمام بهذه الأمور؟
ثم تلفت حولي فوجدت أن بعض المحتفلين الفخورين بهذا اليوم.. يقودون سيارتهم مثل المجانين في الشوارع.. لايهمهم سيارات الآخرين أو المشاة أو قوانين السير.. والبعض الآخر مهمل في عمله ولا يقدم أي شيء جديد عدا أنه يحرك الورقة من جانب مكتبه إلى الجانب الآخر منه كتعبير عن ما أنجزه اليوم من أعمال..
والبعض الآخر فاشل في وظيفته أو في دراسته.. وغيرهم أصحاب مشاكل ولا يستطيع أحد أن يأخذ منهم أي مفيد..
فهل يعلم هؤلاء أن المواطنة الحقيقية لا يتم التعبير عنها عن طريق الألوان والأعلام (ومسابقة من يزين سيارته بأفضل زينة؟)
المواطنة الحقيقية نعبر عنها كل يوم.. بأن نلتزم بقوانين بلادنا.. بأن ننجز أعمالنا في وقتها السليم .. وبأن نقدم أكثر مما هو مطلوب منا دون اللجوء إلى عبارة "هذا ليس عملي!".. بأن نساعد الآخرين دون انتظار أي مردود مادي أو حتى معنوي..بأن نبذل جهدا ي دراستنا حتى نتخرج من الثانوية أو الجامعة ونرفع علم الإمارات في قلوبنا وعقولنا لا في أيدينا أو من نوافذ سياراتنا..بأن نحترم بعضنا البعض ولا نعتقد أن المواطنة هي أن أثير المشاكل في كل مكان إذا نظر لنا من هو ليس "مواطن" نظرة مختلفة عما نتوقعه أو يتصرف معنا بتصرف خارج عن المألوف..
بالأمس.. واليوم وغدا وبعد غد.. لن أحمل أية أعلام .. ولن ألوح بأية ألوان.. لأن هذه المظاهر صارت في نفسي مقترنة بأشياء سلبية جدا.. وهذا شيء مؤسف.. فقد كانت في يوم من الأيام تمثل لي حبي للوطن وعطائه المتواصل لي الذي يدفعني لرد الجميل.. بالعمل والمثابرة وتقديم كل ما لدي وأكثر.
أرجو أن لا يؤخذ كلامي هذا على أنه انتقاد للبعض.. إنها مجرد خواطر تعتريني عندما أرى التناقض في أبناء بلادي.. وهم غافلون تماما عن تناقضهم وتقصيرهم وعن إساءتهم لبلادهم

No comments:

Followers